مسعد بولس: الجزائر والمغرب أمام فرصة تاريخية لتقريب المواقف.. ومقترح الحُكم الذاتي يمثل الحل الواقعي دون الحاجة إلى شروط الاستفتاء التقليدي

 مسعد بولس: الجزائر والمغرب أمام فرصة تاريخية لتقريب المواقف.. ومقترح الحُكم الذاتي يمثل الحل الواقعي دون الحاجة إلى شروط الاستفتاء التقليدي
الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي
الثلاثاء 4 نونبر 2025 - 10:54

قال مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الافريقية والعربية، إن المغرب والجزائر يقفان اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء الثقة وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، بما يخدم الاستقرار والتنمية في المنطقة المغاربية، مشيدا بحكمة الملك محمد السادس وبأسلوبه الهادئ في إدارة الملفات الإقليمية.

وأوضح بولس في حديث لقناة "فرانس 24" أمس الثلاثاء، أنه لمس خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر مؤشرات إيجابية على انفتاح من الرئيس عبد المجيد تبون وفريقه تجاه الحوار مع الرباط، معتبرا أن الإرادة السياسية في البلدين قادرة على إحياء مشروع التعاون المغاربي إذا توفرت الرغبة الصادقة والقيادة الحكيمة.

وفي تعليقه على قرار مجلس الأمن الأخير المتعلق بتجديد ولاية بعثة "المينورسو" في الصحراء، وصف بولس القرار بأنه متوازن وتوافقي، مشيرا إلى أنه جاء مرضيا لجميع الأطراف، حيث لم تُسجَّل سوى تحفظات شكلية على بعض الصياغات دون اعتراض جوهري، مؤكدا أن هذا المناخ الإيجابي يعكس رغبة دولية وإقليمية متزايدة في الدفع نحو تسوية سلمية دائمة للنزاع.

وبيّن أن واشنطن تعتبر المقترح المغربي للحكم الذاتي الخيار الأكثر واقعية ومرونة ضمن المبادرات المطروحة، موضحا أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، الذي أقرّته إدارة الرئيس دونالد ترامب سنة 2020، لا يزال قائما ويحظى بإجماع داخل المؤسسات الأمريكية، ما يعكس ثبات الموقف الأمريكي واستمرارية الشراكة الإستراتيجية بين الرباط وواشنطن.

وأشار بولس إلى أن وزارة الخارجية المغربية ستعرض خلال الأيام المقبلة نسخة محدثة من مبادرة الحكم الذاتي، مستندة إلى الصيغة الأصلية لسنة 2007 مع تطويرها لتتلاءم مع التحولات السياسية والتنموية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية خلال السنوات الأخيرة، خصوصا في العيون والداخلة حيث أُطلقت مشاريع كبرى عززت الدينامية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة.

وأوضح أن النسخة الجديدة تهدف إلى تقديم مقترح عملي وشامل يضمن الاستقرار ويستجيب لتطلعات الساكنة المحلية، دون اشتراط اللجوء إلى آليات تصويت تقليدية مثل الاستفتاء، مبرزا أن الهدف هو الوصول إلى توافق سياسي واقعي يضع حدا نهائيا للنزاع تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأكد بولس أن المفاوضات المقبلة ستعرف مشاركة المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا، ضمن مقاربة تقوم على الحوار المباشر والجدية والمسؤولية، مشيراً إلى أن واشنطن تدعم كل الجهود الهادفة إلى تقريب المواقف وإرساء تفاهم إقليمي مستدام.

وأردف بولس في تصريحه بالتشديد على أن استقرار شمال إفريقيا يبدأ من المغرب، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لجهود الملك محمد السادس الرامية إلى تعزيز السلام والوحدة والتنمية في الفضاء المغاربي، انطلاقا من قناعة راسخة بأن الأمن الإقليمي لا يتحقق إلا عبر الشراكة والتعاون بين دول الجوار.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

ما يجب قوله للإسبان في مدريد؟

في الوقت الذي تعقد فيه الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، اليوم الخميس، بمدريد الدورة الثالثة عشرة من الاجتماع الرفيع المستوى، مع ما يعكس ذلك من تطور كبير في العلاقات الثنائية بين ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...